نهى هاشمی زاد

عبد الوهاب البیاتی شاعر الوطن والمنفى، وشاعر الحب والسیاسه، وشاعر الحریّه والالتزام، له عوالم واسعه ومثمره ناتجه عن معاناه طویله فی الوطن والمنافی والتی تعرف فیها على کبار الشعراء من مختلف أنحاء العالم، هاجر وتنقل إلى بلدان کثیره وکانت المنتدیات الثقافیّه والأدبیّه تحاوره وتحتفی به أینما حلّ، کان شاعراً حقیقیّاً یجسّد الواقع ویرفض الاحتواء ویعتبره خطراً ولا یحصر نفسه فی مکانٍ أو زمانٍ معین، ولا یضع لنفسه سلاسل ولا قیود تعیق کتابته، ولا یرى شیئاً غیر ممکن أو مستحیلاً، ولا ینتمی لمدرسه شعریّه أو اتجاه أدبیّ معیّن، فهو لا ینشد الشعر فحسب وإنما یبحث فی شعره عن وسائل الخلاص للإنسان، فهو شاعر المنافی والفقراء والبحث عن البقاء. یهدف هذا المقال إلى تسلیط الضوء على الجانب العاطفیّ للبیاتی والذی فیه نوع من الغموض، وذلک بالاعتماد على کتاباته وشعره وبعض الدراسات والبحوث الرصینه التی أقیمت حوله باستخدام الأسلوب التحلیلیّ والوصفیّ. وقد توصّلنا إلى أن حب البیاتی للوطن امتزج مع حبه للحبیب وکان بالنسبه له أی فصل بینهما یعد بمثابه جریمه قتل للآخر، وغیاب الحبیبه جعله یجود العالم بحثاً عنها وأیّ مکان یجدها فیه فهو وطن له، فکان له حبّ أزلی والذی کان فی وطنه الأول، لکن صوره تعدّدت بعدها؛ لأن الحب عنده هو جوهر الوجود فالفاعل یبقى هو هو أما الصور فتتغیر، وهذا ما جعله یطوف على أبواب مدینته وأبواب مدن العالم بحثاً عمن یحب.