الدلاله المعجمیه

یعتمد علم الأسلوب الإحصائی باعتباره أحد فروع علم الأسلوب على تفضیل الکمیه على الحدس بغیه اکتشاف أسلوب الأدیب. فإن مشکله العلاقه بین محتوى اللغه والشکل الصوتی هی إحدی أهم قضایا اللغه والجدل بین العلماء، کما أن الدلاله المعجمیه هی الخطوه الأولى التی یتبعها الباحثون قبل دراسه الدلالات الصوتیه والصرفیه والنحویه. ونحن نستعین فی هذه الدراسه بمنهج علم الأسلوب الإحصائی هادفین إلى اکتشاف الدلالات الکامنه وراء مفردات الخطبه الغراء لأن هذه الخطبه تتمیز بخصائص جمالیه بارزه تمت دراستها على المستویین الصوتی والمعجمی. على المستوى الصوتی، تم التحقیق فی دلالات الجهر والهمس، والأصوات الانفجاریه والاحتکاکیه، وتکرار الأصوات ودلالات المقاطع الصوتیه. وعلى مستوى المفردات، تم تحلیل تناسب الکلمات مع السیاق الدلالی للخطبه. والنتیجه هی أن معظم أصوات الخطبه الغراء هی نوع من الأصوات المجهوره، والتی تتناسب مع سیاق الخطبه، أی إصرار الإمام على دعوته. کما أن المقاطع الصوتیه مناسبه تمامًا للسیاق والموقع اللفظی، بحیث تشیر المقاطع القصیره إلى دعوه الإمام إلى المسارعه فی قبول الدعوه والمقاطع الطویله تعکس تحذیر الإمام من الغفله عنها. على مستوى الکلمات، استنتجنا أن الکلمات المستخدمه فی الحقول الدلالیه تتناسب مع فضاء الخطبه، ویبین سیاق اللغه معانی تلک المفردات.

تعتبر الدّلالیهُ إحدى فروع من الأبحاث اللّغویه وتَستهدِفُ تببینَ دلالات المعنى فی اللّفظ وکیفیه علاقه اللّفظ بالمعنى والکشف عن ستائر مخفیه فی خلف الألفاظ. هذه الدّراسه تحاول الإبراز والکشف عن المعنى والدّلالات الکامنه وراء ظواهر الألفاظ من خلال المستویات اللغویّه فی أشعار سنیه صالح بالمنهج الوصفی-التّحلیلی وترتکز على المستوى المعجمی والصوتی والبلاغی من بینها. یُشارُ فی المستوى المعجمی إلى الحقول الدّلالیه ودورها المهم فی تبیین المعانی والمقاصد الخاصّه للأدیبه. هنا تَستَفادُ الشاعره من هذه الحقول الدّلالیّه وتُصوِّرُ مشاعرَها وعواطفَها الدّاخلیّه بصوره عینیه ورمزیه حتّى تَضعَ المتلقیَّ فی جو ملموس تماماً لوصوله إلى المعنى المقصود. فی المستوى الصوتی تَستخدِمُ الشاعره الموسیقیّ الخاص والإیقاع الرائع للحروف والکلمات وفقاً لنوایاها ومقتضی الحال، ولهذا توظیفُ الحروف والأصوات المهموسه والرخوه فی بعض مقاطع الشعر بالإضافه إلى الموسیقی الداخلی لها، یُشیرُ إلى الحزن والأسى والحب فی نفس الشاعره وکذلک إستخدامُ الحروف والأصوات المجهوره والشدیده یدلّ على الإنفعال وإحتجاج الشاعره على مشاکل المجتمع ومفاسده بصوره رمزیّه. وأیضاً فی المستوى البلاغی، إنَّ التشبیه والمجاز والإستعاره والکنایه من أهم المحسّنات البیانیّه المستعمله لتسلیط الضوء على الکلام وإبراز المعانى المقصوده، وبهذا المنهج، تَضعُ الشاعره المفاهیم العقلیّه کالحزن والعشق والحرب وفساد المجتمع وضیاع الحقوق الإنسانیه، أمام عیون القارئ بشکل ملموس وتُزیّنُ کلامَها وتؤثّر فی المتلقیّ تأثیراً کثیراً وعمیقاً.