آرشیو

آرشیو شماره‌ها:
۵۴

چکیده

إنّ "تراسل الحواس" أو الاشتباک الحواسی من الأدوات التی یستخدمها الشاعر العربی المعاصر کی یبدع إنتاجاً أدبیّاً ذا فاعلیه وتأثیر. إنّ هذه التقنیه التی تؤدّی إلى التبادل بین وظائف الحواس من حیث خلع صفه حاسه معینه على حاسه أخرى، هی إحدى التقنیات الهامه التی ظهرت کمصطلح نقدی فی الأعوام الأخیره عند النقاد والباحثین فی مجال الأدب. من هذا المنطلق، تطرّق البحث إلى دراسه تراسل الحواس فی شعر عمر أبی ریشه وسهراب سبهری لأهمیه هذه الظاهره فی إثاره انتباه المتلقی وانتقال الأثر النفسی بصوره دقیقه للسامع ومشارکته فی تجربه الشاعرین النفسیه ومدى نجاحهما فی توظیف تراسل الحواس للکشف عن البنیه المضمره فی باطنهما وتنبیه انفعالیه المتلقی لشعرهما ورفع مستوى تلذذه بالنسبه إلى العمل الأدبی هو مهمتنا التی لم یتصدى لها بحث مستقل من قبل. المقال منهجه التوصیفی- التحلیلی وقد اتّخذ تقنیه تراسل الحواس أسلوباً وفی أثناء ذلک، فإنّه قد طبّقها تطبیقاً مقارناً لأشعار الشاعرین المذکورین سابقاً. والسبب لاختیار هذین الشاعرین هو أنَّهما قد وظّفا هذه التقنیه الأدبیه فی أشعارهما بشکل ملحوظ بحیث قد یعدّان رائدین فی هذا المجال بشکل ما. فی هذا المقال قد قمنا بدراسه دیوانین اثنین للشاعرین والسبب لاختیار هذه القصائد فی دیوانهما للدراسه المقارنه یکمن فی أنّها تتناسب مع أهداف المقال وهی التطرّق إلى مدى نجاح الشاعرین فی توظیفهما هذه التقنیه وإظهار الإثراء التصویری لأشعارهما وکسر المألوف لدی المتلقّی. وقد ظهر لنا من خلال النتائج بأنّ امتزاج الحواس قد ازداد قوه الخیال عند الشاعرین ومنحتْهما قدره على استثمار طاقات حواسیّه أکثر فی التعبیر عمّا یتغلغل فی أعماقهما وأثار فضولیّه المتلقّی ورفع مستوى انفعالیته للنصّ المتقدّم له وکسر المألوف فی ذهنه وأثرى خیاله الشعری ولذلک، فهما استخدما هذه التقنیه الأدبیه بشکل ملحوظ وجید.

تبلیغات