إبن الرومی

یعد الشعر أحد أهم الأنواع الأدبیه التی تمکنت من إبقاء المفاهیم الإنسانیه الهامه حیه ونقلها من جیل إلى آخر عبر التاریخ البشری. لقد لعب الأدب العربی، وخاصه الشعر العربی الکلاسیکی، دوراً هاماً فی نقل المفاهیم الإنسانیه، ویعد ابن الرومی من أهم شعراء العصر العباسی، وهو العصر الذی استطاع أن یوسع العقل البشری من خلال التواصل بین الأمم والثقافات المختلفه. رغم أنّ ابن الرومی لم ینل التقدم المادی والمکانه الاجتماعیه العالیه بسبب لسانه الحادّ وشخصیته الصریحه، إلا أنه کان یتمتع بذوق فنی وموهبه عالیه، ودیوانه الکبیر دلیل على ذلک. ویُعد دیوانه عملاً فنیاً نال اهتمام العدید من النقاد الکبار عبر التاریخ القدیم والمعاصر. بعد وفاه ابنه محمد، أنتج ابن الرومی عملاً فریداً ومدهشاً لا یزال لدیه القدره على الدراسه والاستکشاف. فی هذه المقاله، قمنا بدراسه العمل المذکور وتوصلنا إلى أن فقدان الطفل قد أثار مشاعر الحزن والحداد فی الشاعر لدرجه أن عناصر مثل الصناعات البلاغیه والإیقاع، والأهم من ذلک، الأصوات المستخدمه، تتوافق مع مشاعر الشاعر دون وعی. فی علم اللغویات، کل صوت لدیه معنى وشحنه عاطفیه، وقد تم استخدام کل ذلک فی العمل الحالی بما یتماشى مع عواطف الشاعر.