آرشیو

آرشیو شماره ها:
۳۶

چکیده

منذ باکورة الدراسات الدائرة فی فلک الخطاب القرآنیّ، استقطبت الصورة الفنیّة اهتمامات الباحثین. وکلّما تقدّم البحث فی أرجاء هذا الخطاب، لاحت لهم إشراقات من جماله الأخّاذ، تارکةً جماهیر المتلقّین فی نشوة لا تکاد تنتهی، حتى تنتابهم نشوة أخرى، وتتراءى لهم سبحات من وجهه الوضّاء. تراسل الحواسّ أحد أبرز الفنون التصویریّة؛ إذ یتعاضد أکثر من حاسّة واحدة على إخراج الفکرة إلى صورة موحیة. تناولت هذه المقالة بأسلوب وصفیّ - تحلیلیّ، أنماط تراسل الحواسّ المستخلصة من ""260"" آیة فیها أفعال الحواس، بعد تعریف هذا الفن التعبیریّ وتأصیله فی التراث. کما أنّ البحث عرّف سمات الحواسّ الخمس ودورها فی المعرفة. وانتهى البحث إلى إلقاء الضوء على جمالیّات التراسل فی الشواهد القرآنیّة. وتمخّض البحث عن أنّ القرآن اعتمد التراسل لیوفیّ المعنى حقّه، فثمّة تناغم تامّ بین الحواسّ المساهمة فی التصویر، فعلى سبیل المثال استدعى القرآن اللمس والذوق فی مَشاهد العذاب، لیجسّد حجم المعاناة. والصورة التراسلیّة تتمیّز بجمالیّات، أهمّ بواعثها: الغرابة، والطرافة، وتعدّد المستویات الدلالیّة، وتعمیق التأثیر.

تبلیغات